~~✿| ▐|منتدى سوالف بنات| ▐|✿~~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~~✿| ▐|منتدى سوالف بنات| ▐|✿~~

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  اطياف انتقام/ قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fo0ofee
~✿ مشرف المنتدى الترفيهي✿~
~✿ مشرف المنتدى الترفيهي✿~
fo0ofee


انثى عدد المساهمات : 817
نقاط : 2009
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
المزاج : رااااايقه

 اطياف انتقام/ قصة قصيرة  Empty
مُساهمةموضوع: اطياف انتقام/ قصة قصيرة     اطياف انتقام/ قصة قصيرة  Emptyالجمعة نوفمبر 26, 2010 1:04 am


غابت الشمس فى الأفق مخلفة أطياف دامية تنتحب الفراق .. عانقت عيناى الشفق فى تلك اللحظة ككل يوم .. تلك اللحظة الفاصلة بين النور والظلام .. بين الأمل واليأس .. بين اللقاء والفراق .. تنهدت وعيناى تودع آخر الأطياف الراحلة لتفسح المجال لعباءة الظلام التى تمتد لتكسو السماء بلون أسود


لا أدرى لم يحمل لى الغروب أطنانا من الخوف والرهبة .. لا أدرى لم أنظر لقرص الشمس الدامى برجاء أن يبقى قليلا وأن يظل بصيصا من نور يطل على نفسى



أعرف أنه حلم مستحيل ككل الأحلام .. وها أنا أقف وحدى أرقب الظلام .. ها أنا وحيدة لا شىء يجاورنى سوى الفراغ .. لا أسمع سوى صوت الصمت .. لا أرى غير أطياف لا توجد سوى فى مخيلتى .. أوشك على الموت من فرط الحنين لأحبة يشاركوننى ذات الحياة قبل أن يسبقهم الموت لينزعنى من فوق صفحاتها دون أثر .. ودون ذكرى


نظرت ليدى التى يحفر إظفرها خربشات جديدة على إطار نافذتى التى ملأتها الخربشات كنقوش الزمن التى يتركها على وجوهنا وعلى قلوبنا أيضا وهو يمضى فى طريقه دون توقف ودون أدنى أمل فى أن يعود خطوة واحدة للوراء


ألا يمكنك حقا أن تعود للوراء بضع سنوات فحسب .. وطلب آخر إذا سمحت هل يمكننى أن أحمل ذاكرتى هذه معى وقتها حتى لا أكرر ذات حماقاتى السابقة .. لأعرف طعم المر الذى يكسو حلقى الآن ومن ثم أتجنبه.. لأعرف قسوة أن تلازم الفراغ والوحدة حتى أهرب منهما .. لأدرك معنى لكلمات أمى الحبيبة التى طالما حاصرتنى بها وسددت عنها أذنىّ حتى أستمع لها جيدا


ماذا تقول؟ .. مستحيل .. أعرف ذلك .. لقد باتت الكلمة الوحيدة فى قاموسى هى المستحيل .. مستحيل أن أعيد الزمن للوراء .. مستحيل أن أصلح ما أفسدته بيدى .. مستحيل أن تمنحنى الحياة فرصة أخرى .. وعلىّ أن أقبل تلك الحقيقة فى صمت .. وأن انتظر فى قطار العمر حتى يطلق صافرته معلنا الوصول لمحطتى الأخيرة ولا مفر وقتها من الذهاب


انتابتنى رجفة سرت بكل كيانى عند تلك الفكرة .. أما زال فىّ ما يتشبث بالحياة !!


احتضنت كوب الشاى البارد كأيامى بين كفى .. لقد ألهتنى أفكارى عنه ككل مرة لأتجرعه باردا ككل يوم .. رشفت رشفتى الوحيدة قبل أن أضعه جانبا .. خطوت نحو المرآة الصغيرة المعلقة على الحائط .. نظرت لمن تقبع داخلها فى صمت .. خللت أصابعى بين خصلات شعرها المختلطة بين أسود وأبيض .. مسحت وجهها الذى يحمل بصمات العمر .. نظرت لعينيها التى تحمل انكسارات الحلم الذى لم يتحقق ومرارة الندم الذى لا ينتوى الرحيل


توقفت نظرتى على انعكاس تلك الصورة لذلك الوجه الحبيب الغائب .. التفت نحوها وأنا أتأمل كل تفاصيل وجهها الطيب .. عينيها اللتين ما تزالا تحملان اللوم والعتاب لى .. صوتها يرن فى أعماقى ويعيدنى لذلك اليوم وكأنه الأمس


- قلت لكِ لا أريد أن أتزوج أبدا


قلتها بعناد طفلة ذاقت مرارة الواقع لأب قاس ألقى بأمها وهى بعد فى أحشاءها إلى حيث المجهول من ثم تبخر ولم تعثر له على أثر .. الذى جعلها تكبر دون أب يحنو ويوجه ويعلم ويدافع .. الذى جعلها تشعر بالنقص كعاجزة .. كان غيابه أشبه بإعاقة فى روحها لم تشف منها أبدا


لقد كرهت كل الرجال بسببه .. لن أربط مصيرى بأحد تلك الوحوش الآدمية ليتحكم فىّ كيفما يشاء ومن ثم يلقى بى بعدما يكون قد تسلى جيدا ويبحث بعدها عن دمية جديدة .. لن أكون دمية فى يد أحدهم .. لن أقبل بذلك يوما .. ربما سأجعلهم هم الدمى وسأتسلى جيدا وقتها


لا تنظرى إلىّ هكذا يا أمى .. لا تبحثى فى قاموسك الطيب المتسامح عن كلمات تطفئ نيران قلبى .. لن يمكنكِ ذلك أبدا .. فقد ورثت غلظة قلب أبى .. ومشاعره المتحجرة .. وأعصابه الجليدية .. ولكم أشفق عليكِ فلم تكونى تستحقين زوج مثله .. ولا ابنة مثلى .. لكنه قدركِ يا أمى ولن يمكنكِ تغييره قط
فاتركى لى أن أعيد بعض حقكِ وحقى من براثنهم
أعدكِ أن أفعل


**********


لم أرث قلبكِ الطيب المتسامح يا أمى .. لكنى ورثت ملامحكِ الجميلة ووجهكِ الملائكى الذى لا يمت لصفاتى بصلة .. والذى ساعدنى جيدا فى نصب الشراك لتقع فيها الفريسة تلو الأخرى



أتدرين كم قلبا حطمت .. أتدرين كم كرامة أهدرت .. أتدرين كم عيونا أدمعت .. أتدرين كم انتقمت .. وكيف انتقمت


لن أقص ما فعلت ولا حتى لصورتكِ الطيبة على الجدار حتى لا يصيبها الفزع من ذلك الكائن الذى احتوته أحشائها شهورا ورعته بحنانها حتى كبر وتحول لشيطان يستتر خلف قناع ملائكى زائف


كنت أكرههم يا أمى .. كنت أرى فى ملامحهم صورة أبى المهرتئة التى كنت تحتفظين بها رغم كل شىء .. كنت أرى الشر يسيل منهم ومن كلماتهم وأفعالهم .. تمنيت لو محوتهم جميعا من فوق وجه الحياة


لم يرق قلبى لأحدهم .. حتى له .. من هو؟ .. ليس مثلهم .. كان يختلف كثيرا .. ذنبه فقط أنه ينتمى لجنسهم .. وذنبه الأكبر أن قلبه تعلق بى .. يالسذاجته .. لقد خدعته يا أمى .. ظننى ملاك يسير على الأرض .. لم يعرف أى شيطان يسكننى ويملى على إرادته السوداء .. أتدرى ما فعلته به يا أمى .. أتدرى أى عقاب أنزلته به لكونه جرؤ على منح قلبه لى .. لقد سحقت قلبه بين يدى بلا رحمة .. لقد أحلته طيفا آخر .. ضممته لعشرات الأطياف التى صنعتها بيدى .. والتى لم يعد فى عالمى سواها


لقد انتقمت جيدا .. وليفخر بى ذلك الذى أنجبنى .. لقد نجح فى تحويلى لمسخ آخر لا يقل بشاعة عنه


هل أنت سعيد الآن؟ .. لكم تمنيت أن ألقاك لحظة واحدة أفجر فيها براكين غضبى القادرة على إشعال عالمك جحيما .. أفرغ فيها سواد قلبى القادر على إحالة حياتك ظلاما لا نور فيه .. ثم أغرق نفسى بعدها فى بحار من الدموع علها تغسلنى من شرورى وتجعلنى أكف عن إيذاء كل من تسول له نفسه أن يقترب منى ويحاول منحى مشاعر لا أتمكن من استيعابها قط .. لم تُخلق لى .. لا أعرف كيف أرعاها ولا كيف أمنحها


سنوات وسنوات وأنا أعيش فى كهف مظلم بارد الجدران قاسى كالصخر .. كيف يمكننى تعلم شىء آخر خلاف القسوة والبرودة والظلام .. لا مكان لغيرهم فى حياتى


كم أنتم حمقى .. وكان لابد أن تدفعوا ثمن حماقتكم .. وثمن ما جناه أبى


كنت راضية يا أمى .. ظننت أننى قد أخذت حقكِ وحقى منهم .. كنت فخورة بنفسى حقا .. حتى ذلك اليوم الذى قلب حياتى جحيما لا يطاق


قابلتها .. تلك العجوز .. شقيقته .. من تدعى عمتى .. كيف وصلت إلىّ؟ .. من عرفها الطريق؟ .. من قال لها أننى على قيد الحياة .. ينبض قلبى فى صدرى .. وتسرى فى عروقى دماء عائلتها .. من أخبرها؟!


لا أدرى .. لكن ليته ما فعل .. ليته


جاءت وتكلمت وأفرغت ما كنته سنوات فى صدرها والذى كان من الأفضل أن يبقى هناك للأبد


حدثتنى عن أبى .. تتعجبين يا أمى .. لم أكن أنطقها أبدا .. الآن استطعت ذلك .. بعدما عرفت ما عرفت يمكننى أن أقول أبى .. وأى مرارة تفعم نفسى الآن


ذلك الرجل الذى كان رمزا للكراهية المطلقة .. ذلك الكائن الذى تسبب فى تدميرى .. ذلك الذى حولنى لوحش آدمى


عرفت الحقيقة .. حقيقة هروبه منكِ ومنى .. حقيقة تخليه عنا فى أشد لحظات احتياجنا له .. حقيقة ذلك المرض اللعين الذى احتل جسده ورفع رايته السوداء فوق كيانه .. حقيقة ذلك الذعر الذى انتابه على زوجته التى تحمل طفله فى أحشائها .. حقيقة خوفه من أن ينتقل المرض الأسود إلينا .. حقيقة هربه بعيدا ليذوى ببطء ويتلاشى من عالمنا تشيعه اللعنات خيرا من أن يدفعكِ قلبكِ الطيب أن تجاوريه حتى الموت .. حقيقة أنه أحبكِ وأحبنى أكثر من اللازم .. وأكثر من نفسه


حقيقة تظهر متأخرا جدا .. بعد فوات الأوان .. كيف علىّ تقبلها الآن .. كيف أحب من كرهته سنوات عمرى كله .. كيف أكون له ابنة بارة وقد عققته كل لحظة من لحظات حياتى


كيف أفعل يا أمى .. أخبرينى أرجوكِ


أعرف أننى لن أستطيع .. لا أستحق أن يغفر لى .. سأكون مثله .. سأذوى وحدى .. سأموت ببطء كل يوم .. وعشرات الأطياف تشيعنى بلعناتها .. لقد ذهب أبى وحده لأنه أحبنا .. وسأذهب وحدى لأنى لا أستحق هذا الحب أبدا


فقط أتمنى أن تسامحنى يا أبى


هل ستسامحنى يا أبى؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اطياف انتقام/ قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أنا الذي ينام عندما تعصف الرياح - قصة قصيرة معبرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~~✿| ▐|منتدى سوالف بنات| ▐|✿~~ :: ~✿| ▐|المنتدى اللأدبـــي| ▐|✿~ :: ~✿قصص وروايات✿~-
انتقل الى: