أحتاج أن أستعير صوت عصفور لأنشدني مقطوعة أمل طويلة الأجل
أهدهد بها كتف أشواقي وأتقرب بها إلى روحك
علّكَ تفيق من أضرحة أحلامي التي أبللها كل حين برجاء لا يخيب !
يا غائباً عن مُدِّ عيني بسماء لا تلتقطها يديّ
تواريتَ خلف أستار الضباب وجعلت السراب خليفتك يتراقص على ألحان الحب التي أعزفها لأجلك ..
تركتني أشيد من الوهم أسياجاً منيعة
ضد الحزن
ضد الألم
بلا جدوى ..
أي أميري ما عهدتكَ تُحرّم نفسك على ذاتي بلا فتوى
وما عهدتك تملأ تجاويف فراغك بأشياء تُشغلك عني
كـ أن جعلت سفن جنونك بي ترسو على سواحل السكينة
وتركتني عالقة بين سماء وأرض كـ تفاحة على جيد غصن هالك
لا العلو يُدركني ولا قانون الجذب استطاع أن يُسقطني .....
بُعدكَ يا أنايَ يلوكني بأنيابه القاسية ويجعل مني قطع رماد متناثرة
تنتحب صبح مساء أن يا حبيبتك اجمعيني بـ أختي الملقية هناك .!
كم صليتُ صلاة الغائب في بعدك
ورقيتُ روحي بتعاويذ الفقد ولكن لا بارقة أمل تلوح بالمجيء
( بِسْمِ الله أَرْقِيِنِيِ مِنْ غِيَابُكَ الذّيِ يُؤْذِيِنِيِ )
ما فتئ لساني عن اللّهج بها وما كفّ الشوق بي عن نقر نوافذ شجني ..
عُد يا أناي وحررني من هذا التيه
من هذا الضيم
من هذا الحنين الذي يستطيل جذره في أعماقي كل حين ..
عُد وهذب هذا الشوق الذي يتطفل على أنفة ندائي
وبلل ريق لهفتي برذاذ قربك
وأطفيء بـ سبابتك وإبهامك فتيل ولعي بك ..
عُد إلى ربوع قلبي
ولا تترك جنوني بك يتربع على عرش غيرتي
فإني واللهِ أغار من كل الأشياء التي تفصلني عنك
من ضيق يداعب صدرك ويزاحمني بك
من صمت يستعمر ثغرك
ومن آنين يستودع قلبك...
عُد يا أناي ..
ودعني أتهجأ بـ إنتشاء حروف ال ق ر ب
وأشكل منها كلمات كـ ال ب رق تومض في سمائك
وكـ ال ق ب ر أدفن بها جثث بعدك والغياب ,,
فإني من المقل ذرفتُ درَّ الدمع
ورصفت من الأشجان مسرحاً أرقص عليه
كلما تسلقت غصة الفقد غضاريف حنجرتي
وتسلل لحن الشوق بتواتر إلى مسمعي ...
.